:
قال زيد بن أسلم عن أبيه قال : لما قامت سوقُ عكاظ انطلقت حليمةُ برسول الله صلى الله
عليه وسلم إلى عرَّاف من هُذيل يريه الناسُ صبيانهم ..
فلما نظر إليه صاح وقال : يا معشر هذيل ! يا معشر العرب ..
فاجتمع إليه الناس من أهل الموسم فقال : اقتلوا هذا الصبيَّ !!
وانسلت به حليمة ..
فجعل الناس يقولون أي صبي ؟
فيقول : هذا الصبي .. فلا يرون شيئاَ .. قد انطلقت به أمه .. فيقال له ما هو ؟
فيقول : رأيت غلاماً وآلهته ، ليقتلن أهل دينكم , وليكسرن آلهتكم , وليظهرن أمره عليكم ..
فطُلب بعُكاظ فلم يوجد ..
قال محمد بن عمرو : وجعل الشيخ الهذلي يصيح : يا هذيل ، وآلهته .. إن هذا لينتظر أمراً من السماء ..
وجعل يُغْري بالنبي صلـ الله عليه وسلم ـى ..
فلم ينشب أن وَلَه وذهب عقلهُ .. حتى مات كافراً ..
,
عن ابن عباس قال : خرجت حليمة تطلب النبي صلـ الله عليه وسلم ـى فوجدته مع أخته ..
فقالت : أبني ما هذا الحر الذي أنت فيه ؟! ..
فقالت أخته : يا أماه ما وجد أخي حرًّا .. رأيت غمامة تظل عليه ..
فإذا وقف وقفت .. وإذا سار سارت معه حتى انتهى إلى هذا الموضع ..
:
– من كتاب : الوفا بأحوال المصطفى / ابن الجوزي